السبت، 21 يناير 2012

الاستعانة بالله


فى حياة كل مسلم عامة والداعى خاصة أمور حياتية كثيرة وأمور دعوية ……لا ينفك الواحد منا فى كل لحظة عن إحتياجه إلى الدعاء والإستعانة بالله …هنا مجموعة من الحكم العطائية حول مفهوم الإستعانة والدعاء والطلب ما أحوجنا إلى تأمل معانيها وتدبرها ونحن فى مشروع إحياء الربانية فى كل أعمالنا مهنية وحياتية ودعوية …إدارية أوتربوية
ما توقف مطلب أنت طالبه بربك ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك
ينبه ابن عطاء  في هذه الحكمه إلي خلق عظيم من خلق الصديقيين والربانيين وهو أنهم يطلبون ما يريدون من خير بالله  ولا يعتمدون علي أنفسهم …. إن كل شيء تطلبه بالله سهل وكل شيء تطلبه بنفسك صعب فلا تطلب شيئا إلا بالله.
القضيه ظاهرها سهل لكن من حيث الواقع العملي التطبيقي  فإنها تحتاج إلي تذكر دائم فأنت يوميا عندك مطالب لنفسك لزوجتك ولعملك وفي كثير من الأحيان يصبح عند الإنسان أعتياد بنفسه  بحيث يشعر أن كل المشكلات يستطيع أن يحلها بأبسط من شرب الماء فهو يستطيع أن يعمل كل عمل وأي عمل .
فأبن عطاء ينبهنا أن لا تطلب طلبا إلا بالله مهما كان صغيرا ولقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن ندعو الله عز وجل في كل صغيره وكبيره حتي إذا أنقطع شسع نعلنا وعلمنا رسول الله عليه الصلاه والسلام ألا نعتمد علي أنفسنا في أمر الدنيا والاخره. وهذا مقتضي قولنا : لا حول ولا قوه إلا بالله .
يقول ابن عطاء :
طلبك منه اتهام له  وطلبك له غيبه منك عنه وطلبك لغيره لقلة حيائك منه وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه
يحاول أبن عطاء أن يدلنا علي قرب الله عز وجل والتسليم له من خلال عبارات متلاحقة  ولكنه يصوغ بعضها  صياغة مشكله لمن لا يعرفون المقام الذي يتحدث عنه الشيخ
فالله عز وجل قريب – ولكن قربه ليس كمثله شيء- وعليك أن تستشعر قربه من خلال الدعاء … مراد أبن عطاء في هذه الكلمات أن عليك أن تلحظ وأنت تدعو أن الله ليس بغافل عنك فاطلب منه علي جهة العبودية له . أطلب منه تحقيقا لقوله أدعوني أستجب لكم فعليك أن تلحظ وأنت تدعو أن الله يعلم احتياجك وأوضاعك وأحوالك . ……هذا مقام عالى جدا ما أجمل والله أن نستشعره ونحن ندعو الله عز وجل إستشعار قرب الله عز وجل وعلمه ودعائه من جهة العبوديه
طلبك له غيبه منك عنه….. نحن مطلوب منا أن نطلب الله عز وجل وقد جعل الإمام حسن البنا رحمه الله تعالي ….كلمه الله غايتنا أحد الشعارات الرئيسية للدعوة الاسلاميه المعاصرة  .  جعل الله عز وجل طريق الوصول الي  هذا التقوى  قال الله تعالي ( لن ينال الله لحومها  ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )  فأنت عندما تذبح لله فانك لا تنال الله باللحم ولا بالدماء وإنما تقواك هي التي تنيلك وجه الله فالأصل أنك مكلف أن  تطلب رضوان الله عز وجل حتي تناله ولكن فكره الطلب لله تشعر بان هناك شيء من البعد بين القلب وبين الله عز وجل فأبن عطاء أراد أن ينبهنا إلي هذا المعني  ويقول ( طلبك له غيبه منك عنه ) فالله تعالي قريب إليك :
السير إلي الله كله طلب لله  وللوصول إليه فالشيخ لا يريد منك أن لا تطلبه ولكن يريد أن ينبهك أنك ما دمت في الطلب فانك ما زلت غائبا عن الله ولا زلت بعيدا عن المطلوب فعليك أن تبذل جهدا للوصول ….واستشعار معنى القرب لله عز وجل وهذا المقام وأنت تدعو الله عز وجل


وطلبك لغيره لقلة حيائك منه  …..فلو كان الإنسان يستحي من الله حق الحياء ما كان عنده مطلب إلا الله وكل ما سوي ذالك يأتي تبعا اطلب الله ولا تطلب غيره ولا يكن لك  مطلب إلا الله . 
وطلب من غيره لوجود بعدك عنه…. قلوب المخلوقات كلها بيد الله عز وجل فإذا لم يسخرها الله عز وجل لا تصل إلي شيء وإذن فعندما تطلب من المخلوق لاحظ الخالق . عندما تذهب لإنسان تريد عملا تذكر الله عز وجل فهو المعطي سبحانه .
ماذا تعني كلمه الحمد لله الألف وألام تفيدان  الاستغراق فالحمد كله لله فما من نوع من أنواع الحمد إلا وهو في النهاية لله لأن هذا المخلوق ما حمدته إلا علي شيء ما كان لولا الله عندما تطلب من المخلوق لاحظ أنك تطلب من الله أما إذا غفلت عن هذا فذالك دليل البعد ( وطلبك من غيره لوجود بعدك عنه فعلامة قربك من الله عز وجل أن تطلب منه وإذا طلبت من غيره أن تلحظه .
وأخيرا لعل أهم ما نخرج منه من الموضوع هذ المعنى الهام :
ما من نفس تبديه الا وله قدر فيك يمضيه فسلم لله في كل حال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق